ads

أخبار الموقع

ما لا تعرفه عن برنامج نجمك المفضل وحلقة عبد الحليم حافظ !!!

بقلم الأستاذ  كمال عزمي



يعتبر نجمك المفضل من أفضل البرامج الذي قدمها التلفزيون المصري – كان اسمه 

وقتها التلفزيون العربي - خلال فترة الستينيات. كان يعد البرنامج الصحفي مفيد فوزي

 ويخرجه سعيد عيادة أما التقديم فكان لليلى رستم ، التي كانت واحدة من ثلاث مذيعات 

مثقفات تربعن على عرش التلفزيون المصري في الستينيات ، وهن ليلى رستم وأماني 

ناشد وسلوى حجازي.

بدأ عرض البرنامج في التلفزيون العربي (تلفزيون جمهورية مصر العربية الآن) على

 القناة 5 (القناة الأولى الآن) لأول مرة في شهر رمضان 1963 وأذيعت الحلقة الأولى 

منه بتاريخ 27 يناير 1963 الموافق للأول من رمضان. واستمر عرضه حتى نهاية عام 

1964 فقد أذيعت حلقته الأخيرة بتاريخ 27 ديسمبر 1964.


فكرة البرنامج  - الذي كان يذاع على الهواء مباشرةً - كانت تعتمد على استضافة أحد

 نجوم الفن أو الأدب لتحاوره مقدمة البرنامج ويجيب على أسئلة ضيوف البرنامج من

 الجمهور. استضاف البرنامج خلال العامين من عمره نجوم السينما والموسيقى 

والمسرح والأدب والشعر والصحافة في مصر ومنهم طه حسين ومحمد عبد الوهاب 

وعبد الحليم حافظ ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس و كامل الشناوي وفايزة أحمد

 وسعاد حسني و حسين رياض وفؤاد شفيق ويحيى حقي وأمينة السعيد وأحمد رمزي 

وغيرهم الكثيرين.

المؤسف والمحزن جداً أن معظم شرائط حلقات هذا البرنامج قد تم مسحها لكي يتم 

تسجيل مواد أخرى عليها ..أزيح الستار عن هذه القصة الحزينة بعد وفاة الشاعر كامل 

الشناوي في 30 نوفمبر 1965 ، عندما طالب بعض الصحفيين التلفزيون بإعادة عرض

 حلقة البرنامج التي تم فيها استضافة الشاعر قبل وفاته. وجاءت الإجابة المفزعة: 

الشريط تم مسحه


الكاتب الصحفي جلال الجويلي كتب في صحيفة الأهرام الصادرة بتاريخ 22 يناير 1966 

مستنكراً:


" كيف يمكن أن يمسح التلفزيون من على شرائطه تسجيلاً نادراً مع الكاتب الشاعر

 الفنان الراحل "كامل الشناوي" بينما يحفظ في حرص شديد تسجيلاً مع الراقصة 

اللولبية "زوبة الكلوباتية"!


لم يكن الشريط المسجل عليه ساعة مع كامل الشناوي هو الشريط الوحيد الذي يمسحه 

التلفزيون ولكن هناك شرائط نادرة أخرى من بينها تسجيل ساعة كاملة مع الشقيقين

 الراحلين حسين رياض وفؤاد شفيق!

وتسجيل رائع آخر مع يوسف وهبي. وتسجيلات مع يحيى حقي وإحسان عبد القدوس 

وأمينة السعيد ويوسف السباعي وشخصيات فنية وأدبية كل منها على شريط طوله 

ساعة قدمها برنامج "نجمك المفضل" خلال عامين كاملين. وهو البرنامج التي تحالفت

 الظروف على نجاحه ، من إعداد صحفي متميز وإخراج على درجة كبيرة من الكفاءة.

لكن ماذا أقول وقد علمت أمس فقط بهذا التصرف الشاذ نحو مكتبة فنية كان من الأجدر

 أن ينميها التلفزيون على مر الأيام!" انتهت كلمات جلال الجويلي


أتمنى وغيري الكثيرون بالتأكيد أن لا تكون كل هذه الشرائط قد مسحت بالفعل فلقد 

شاهدنا في السنوات الأخيرة من خلال قناة ماسبيرو زمان العديد من حلقات هذا البرنامج 

ومنها مع الضيوف: محمد عبد الوهاب و طه حسين ونجيب محفوظ وأحمد شفيق كامل 

وعبد الرحمن الرافعي و عبد الحليم حافظ وعبد الوارث عسر ومحمد علي كلاي 

وغيرهم.. وكنت قد قرأت في إحدى الصحف مامفاده أن التلفزيون قد استعاد بعض 

شرائط برامجه الممسوحة من تلفزيونات الدول العربية التي كانت قد اشترت نسخاً من

 هذه البرامج لعرضها على شاشاتها. 

أعود إلى حلقة عبد الحليم حافظ .... 


أذيعت الحلقة في إحدى ليالي رمضان وكان ذلك في

 مساء 26 يناير 1964. استضافت ليلى رستم في هذه الحلقة عبد الحليم حافظ الذي كان

 في رحلة علاج طويلة خارج الوطن امتدت إلى أكثر من خمسة شهور وعاد إلى القاهرة 

مساء 22 يناير 1964.

استقبل البرنامج عبد الحليم حافظ خير استقبال وتم إحضار فرقة للمزمار الشعبي 

للترحيب به..عبد الحليم حافظ بدا عليه الراحة والنشاط خلال البرنامج  وأجاب على

 أسئلة الحضور بكل خفة دم ولباقة وتألقت معه المذيعة اللامعة ليلى رستم في حوارها 

معه وفي إدارة نقاشه مع الحضور.

الشيء الذي يؤخذ على هذه الحلقة هي حالة الهرج وعدم النظام التي انتابت الحضور

 وقت إذاعة الحلقة ، وقد كتبت الصحافة عن ذلك منتقدة ، ففي صحيفة الأهرام الصادرة

 بتاريخ 28 يناير 1964 كتب كمال الملاخ:

" لقد كان فعلاً برنامجاً حياً وكنت أود أن أقول أنه ممتاز لولا !. لولا الضجيج والطنين 

اللذان لازما إذاعة البرنامج من جمهور متفرجيه في قاعة تصويره . مما دعا إلى عدم 

التركيز والشوشرة . فلا الجمهور احترم الجلسة وأنصت كل الإنصات. ولا ليلى رستم 

عرفت كيف تسيطر على زحام الصالة وطنينها كل السيطرة."

خلال الحلقة تنادي ليلى رستم على أحد الحاضرين لكي يوجه سؤاله لعبد الحليم حافظ  

فنادته على أنه آنسة وتبين أن المقصود رجل وعن ذلك كتب كمال الملاخ في تكملة 

مقاله:
" وبعد صمت طال وبلبلة ظهر أنه رجل!!! والمعلوم والمعروف أن الأسئلة كلها 

مدروسة بين معد البرنامج ومذيعته وضيف الحلقة قبل إذاعتها..بدليل أن أسماء السائلين

 كانت معروفة لدى المذيعة ومكتوبة على ورقة لتقرأ منها!!"

واقترح كمال الملاخ في مقاله أن يكون عدد الحضور في البرنامج محدودا حتى يمكن 

السيطرة عليه.

أما أداء ليلى رستم في هذه الحلقة بالذات فلم يعجب كمال الملاخ الذي كتب:

" وملاحظة سريعة أخرى .. حركة أصبع ليلى رستم المذيعة اللبقة الذكية..التي

 تبدو..دون قصد منها ..وإلا لما أصرت دائما على تكرارها!..إذ تبدو وكأنها مدرسة في

 روضة أطفال أمام تلامذة لها..! فهي تقابل جمهوراً - أمامها وفي البيوت – يود أن 

يعيش مع ضيف الحلقة .. فلماذا لا تجرب .. ولو مرة .. أن تتوارى قليلاً بدلاً من أن 

تفرض رأياً لها. أياً كان هذا الرأي..وفن الحديث يمكن أن يتدافع من حول شخصية 

الضيف دون إملاء ساذج ! ." 


عن ضيف الحلقة عبد الحليم حافظ يكمل كمال الملاخ مقاله فيقول:

"  أما عبد الحليم ..فقد كان موفقاً حاد الذكاء ، خفيف الدم وإن لم تكن ذاكرته كلها في 

خدمته طوال الحديث..!".


www.7alim84.blogspot.com





ليست هناك تعليقات