اعداد رضا المحمدي في احدى رحلاته الاستشفائية بلندن التي اصبحت دورية منذ مطلع الستينات وحتى وفاته.. قال العندليب لصحفي من مجلة اخر ساعه..بعد ان سأله ماذا قالوا لك الأطباء؟...قال كنت أمر بفترة قلق بعد وصولي الى لندن وابلغوني انني في حالة عصبية بعض الشيء..لكن بعد التحاليل والكشف والكونسلتو..بدأت أشعر بالارتياح وأبلغوني أن حالتي لاتدعوا للقلق..كل ماطلبوه مني هو أن أستجيب لتعليماتهم..وعلى العكس ليس هناك أي خطر على الاطلاق..والمطلوب أن أستريح..
التعليمات التي تحدث عنها عبد الحليم كانت عبارة عن برنامج يضعه الاطباء ويتوجب السير عليها بانتظام وتطبيقها حرفيا طوال فترة تواجده بلندن يقتضي الاستيقاظ على الساعة السابعة صباحا..تناول الافطار وهو عبارة عن عصير فواكه وخبز جاف "التوست"..ممارسة المشي في شوارع لندن لمدة ساعة..وبالنسبة لحليم كانت تلك الساعه هي أفضل شيء بهذه التعليمات..
بعد ذلك يتوجب العودة الى السرير والبقاء فيه الى غاية الظهيرة موعد تناول الغداء..بعد ذلك كان يمنع عليه مغادرة المستشفى الى حين موعد النوم الذي كان على الساعة الثامنة مساءا.....
هنا لي ملاحظة شخصية عبد الحليم في حياته العادية كان ينام نهارا ويصحى ليلا وهذا مخالف لتعليمات الاطباء..وهذا العامل يعتبر عاملا نفسيا لانه كان يخشى ان ينام ليلا ويداهمه النزيف دون ان يشعر به احد......
حالة عبد الحليم حافظ الصحية كان يشرف عليها 7 من أكبر الأطباء العالميين وهم
الدكتور ألان هنت - جراح
الدكتور رودف سميت - جراح
الدكتور تانر - اخصائي أمراض باطنية الدكتور ايفري جونز- اخصائي أمراض باطنية
الدكتور جون هيكسلي - اخصائي أمراض باطنية
الدكتورة شيلا شيرتوك - اخصائية في التحليلات الطبية وأمراض الكبد
الدكتور ايفانزي - وهو طبيب الملكة اليزابيت الخاص
عند مجيئه الى لندن يتناوب عليه هؤلاء الأطباء كل على حدى وكل واحد منهم يقوم باجراء تحاليل واخد عينات لاكثر من مرة في اليوم الواحد..
بعد ذلك يظل عبد الحليم في حيرة وقلق ينتظر نتائج هذه الفحوصات..وما ان يحصل على التطمينات منهم كما جرت العادة حتى تفتح شهيته للغناء والعودة بقوة للعمل... فهم كانوا يخبرونه دووما انه بخير لكن عليه الالتزام بنظام اكل صارم ومحدد والالتزام بمواعيد الدواء التي كان يشرف عليها طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى الذي كان دوما يحمل في حقيبته شبه صيديلية كلها مخصصة لحليم...
في خلال تواجد العندليب بلندن كان يزوره العديد من الفنانين والاصدقاء الذين كانوا يكسرون روتينه اليومي.. نقدم لكم مقتطفات من تعطية مجلة اخر ساعة
في حين قامت الاذاعة المصرية عن طريق الاذاعية سامية صادق باجراء اتصال هاتفي مباشر مع العندليب للاطمئنان على صحته
أما التلفزيون المصري فقد كان متنظرا عودة العندليب ليحتفل به على طريقته وذلك يتخصيص برنامج نجمك المفضل للمذيعة ليلى رستم حلقة خاصة مميزة للعندليب استقبل البرنامج عبد الحليم حافظ خير استقبال وتم إحضار فرقة للمزمار الشعبي للترحيب به..
عبد الحليم حافظ بدا عليه الراحة والنشاط خلال البرنامج وأجاب على أسئلة الحضور بكل خفة دم ولباقة وتألقت معه المذيعة اللامعة ليلى رستم في حوارها معه وفي إدارة نقاشه مع الحضور.
الشيء الذي يؤخذ على هذه الحلقة هي حالة الهرج وعدم النظام التي انتابت الحضور
وقت إذاعة الحلقة ، وقد كتبت الصحافة عن ذلك منتقدة ، ففي صحيفة الأهرام الصادرة
بتاريخ 28 يناير 1964 كتب كمال الملاخ:
" لقد كان فعلاً برنامجاً حياً وكنت أود أن أقول أنه ممتاز لولا !. لولا الضجيج والطنين
اللذان لازما إذاعة البرنامج من جمهور متفرجيه في قاعة تصويره . مما دعا إلى عدم
التركيز والشوشرة . فلا الجمهور احترم الجلسة وأنصت كل الإنصات. ولا ليلى رستم
عرفت كيف تسيطر على زحام الصالة وطنينها كل السيطرة."
خلال الحلقة تنادي ليلى رستم على أحد الحاضرين لكي يوجه سؤاله لعبد الحليم حافظ
فنادته على أنه آنسة وتبين أن المقصود رجل وعن ذلك كتب كمال الملاخ في تكملة
مقاله:
" وبعد صمت طال وبلبلة ظهر أنه رجل!!! والمعلوم والمعروف أن الأسئلة كلها
مدروسة بين معد البرنامج ومذيعته وضيف الحلقة قبل إذاعتها..بدليل أن أسماء السائلين
كانت معروفة لدى المذيعة ومكتوبة على ورقة لتقرأ منها!!"
واقترح كمال الملاخ في مقاله أن يكون عدد الحضور في البرنامج محدودا حتى يمكن
السيطرة عليه.
أما أداء ليلى رستم في هذه الحلقة بالذات فلم يعجب كمال الملاخ الذي كتب:
" وملاحظة سريعة أخرى .. حركة أصبع ليلى رستم المذيعة اللبقة الذكية..التي
تبدو..دون قصد منها ..وإلا لما أصرت دائما على تكرارها!..إذ تبدو وكأنها مدرسة في
روضة أطفال أمام تلامذة لها..! فهي تقابل جمهوراً - أمامها وفي البيوت – يود أن
يعيش مع ضيف الحلقة .. فلماذا لا تجرب .. ولو مرة .. أن تتوارى قليلاً بدلاً من أن
تفرض رأياً لها. أياً كان هذا الرأي..وفن الحديث يمكن أن يتدافع من حول شخصية
الضيف دون إملاء ساذج ! ."
عن ضيف الحلقة عبد الحليم حافظ يكمل كمال الملاخ مقاله فيقول:
" أما عبد الحليم ..فقد كان موفقاً حاد الذكاء ، خفيف الدم وإن لم تكن ذاكرته كلها في
خدمته طوال الحديث..!".
تغطية الاعلام المصري المرئي والمسموع والمكتوب لأطول رحلة علاجية للعندليب 1964 حصريا
مراجعة بواسطة
Rida M'hamdi
في
4/11/2021
التقييم:
5
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق