ads

أخبار الموقع

لماذا انحاز الرئيس عبد الناصر لفريد الأطرش على حساب العندليب؟! - بقلم الدكتور فريد الجراح


لماذا انحاز الرئيس عبد الناصر لفريد الأطرش على حساب العندليب؟!



بقلم الدكتور فريد الجراح

للتاريخ..فقــــــــط....؟؟؟؟

ذكرت كثير من المصادر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان من أشد المعجبين بفن الفنان الراحل فريد الأطرش، كما ذكر الإعلامي وجدي الحكيم وهو يحكي لمجلة الكواكب عن علاقة عبد الناصر بعملاقي الأغنية العربية عبد الحليم وفريد: أن عبد الحليم كان شديد الذكاء حين نجح في إقناع كل الناس بأن عبد الناصر كان يحبه، ويقف إلى جواره ولكن الحقيقة كانت مختلفة تماماً فعبد الناصر بطبيعته وشخصيته وأسلوب حياته كان ميالاً لفن فريد الأطرش، وأول من نبهت حليم لهذا ؛ الفنانة نادية لطفي

التي كانت متزوجة في وقت من الأوقات من شقيق حسن صبري، وبالتحديد قالت للعندليب:


"
خلي بالك الراجل الكبير مش معاك إنما مع فريد الأطرش وأولاده هم اللي بيحبوك".


والحقيقة أن المصادر التاريخية لم تذكر متى وكيف بدأت علاقة الرجلين، إلا أن أول محطة وثقت لها المصادر كانت فى مطلع عام 1955 بعدما أنهى فريد الأطرش فيلمه السادس عشر "عهد الهوى" ، وكان من عادته أن يحضر العرض الأول إلا أن ذبحة صدرية داهمته وألزمته الفراش وأصبح مستحيلاً أن يحضر افتتاح الفيلم الذي كان مزمعاً أن يقام بسينما ديانا يوم 07 فبراير 1955 .
وتقول الرواية الرسمية أن الرئيس جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة حضروا العرض الأول لأن فريد تبرع بإيراداته لمشوهي الحرب حسب رواية، ولضحايا سيول قانا حسب رواية ثانية، بينما قال البعض أن فريد الأطرش أمسك القلم في مستشفاه وكتب للرئيس جمال عبد الناصر قائلاً: لقد عودت جمهوري أن أحضر في افتتاح أفلامي وأريد من سيادتكم الحضور نيابة عني واستقبال جمهوري.
ويحكي شقيق الموسيقار فؤاد الأطرش أنه اعتبر هذا التصرف من فريد جرأة وجنون وتوقع اعتقالهما وترحيلهما، إلا أن عبد الناصر في لفتة إنسانية تدل عن تقدير كبير للموسيقار حضر العرض؛ وقال لفؤاد الأطرش في مدخل السينما خلو بالكم من فريد لأنه قيمة كبيرة وهو ليس شقيقك وحدك ولكنه شقيق كل مصري.
أما المحطة الثانية التي وطدت علاقة الرجلين فكانت في 13 أكتوبر من عام 1955، حين استقبل الرئيس جمال عبد الناصر فريد بمكتبه وقدم له الموسيقار شيكا بمبلغ 300 جنيه مساهمة منه في تسليح الجيش المصري .


ولم يتوقف عطف جمال عبد الناصر على فريد الأطرش عند هذا الحد، فأثناء تصوير فريد لفيلمه (الخروج من الجنة) أواسط الستينات استدعى مرضه السفر إلى الخارج، وكان ذلك الأمر يتم بخطاب مغادرة يستخرج من مجمع التحرير، وكان فريد يجد صعوبة في استخراج هذا التصريح للعراقيل البيروقراطية فأرسل إلى عبد الناصر الذي منحه إسثتناء من الحصول على هذا الخطاب كلما أراد السفر ، بينما بقي هذا الإجراء سارياً في حق كثير من كبار الفنانين المصريين، ولم يكرر عبد الناصر هذه المعاملة تقريباً إلا مع السيدة أم كلثوم حين منحها جواز سفر دبلوماسي بعد حفلاتها في الأولمبيا في نوفمبر 1967 .
ولقد كان فريد الأطرش حاضراً باستمرار في بعض أفراح ومناسبات عائلة عبد الناصر، فتحكي بعض المصادر أنه أحيا مع آخرين حفل زفاف الدكتورة هدى جمال عبد الناصر وغنى غنوته الوطنية الليله ياريس لبسنا العرب طرحة المجد.
ويبقى أكبر موقف سجله الزعيم جمال عبد الناصر تعبيراً منه لتقديره لفريد الأطرش ، هو بمناسبة الخلاف الشهير بين حليم وفريد حول إحياء حفلات شم النسيم في عام 1970، فقد أصرَّ كل منها على الغناء في ليلة شم النسيم واحتار الإعلام فريد يغني في حفلة أضواء المدينة متبرعاً لعمل خيري كبير وعبد الحليم سيقدم في سينما ريفولي أغنيتين جديدتين ، وحلت المشكلة إذاعيا فتقرر أن ينقل البرنامج العام حفلة فريد وتنقل إذاعة صوت العرب حفلة عبد الحليم، وبقي النقل التلفزيوني المباشر معلقاً، في غضون ذلك وقبل أيام من الحفلة أحيا عبد الحليم حفلة زفاف ابنة السيد عبد اللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة ,وكان عبد الناصر موجوداً في تلك الليلة، وقبل أن يغني عبد الحليم استدعي لمقابلة جمال عبد الناصر، وأسرع عبد الحليم سعيداً، لكنه صدم. فقد سأله.. الرئيس عبد الناصر : إيه الدوشة اللي إنت عاملها مع فريد دي يا عبد الحليم؟
وفوجئ عبد الحليم بالسؤال ولم يكن أمامه إلا أن يرد فقال: ياريس.. فريد.. وقبل أن يكمل كلامه، قاطعه الرئيس عبد الناصر: الأستاذ فريد. ولم يضف عبد الحليم كلمة لكن عبد الناصر أردف بأنه أمر أن يذيع التلفزيون والبرنامج العام حفلة الأستاذ فريد وسوف يسجل التلفزيون حفلة عبدالحليم ويذيعها صوت العرب على الهواء ثم تذاع حفلته في التلفزيون في اليوم التالي، حزن عبد الحليم لأن الموقف الرسمي ممثلاً في الرئيس جمال عبد الناصر انتصر لغريمه فريد،و الذين برروا موقف عبد الناصر قالوا إنه انتصر لأقدمية فريد على عبد الحليم وللأصول التي تقتضي أن يقدم الأقدم على الأحدث، إلا أن عبد الناصر إنما أراد أن يعيد لفريد اعتباره بدليل أنه صبيحة يوم حفلة شن النسيم هذه ؛ أعلن الإعلام الرسمي أن الرئيس جمال عبد الناصر أنعم على فريد الأطرش بوسام الاستحقاق



التي فرح بها فريد أيما فرح ، وغنى في تلك الليلة كما لم يغن في حياته شدى بأزليته الربيع وسنة وسنتين التي اختزل فيها كل أشجانه تجاه مصر.
وبعد شهور قليلة بعد الالتفاته الناصرية الكبيرة، غيب الموت فجأة الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر يوم السبت 28 سبتمبر 1970، وشعر فريد الأطرش أنه يتيم مرة أخرى ,وأن فاجعة ثالثة حلت به بعد وفاة أمه قبل سنتين وقبلها بعقود توأم روحه أسمهان، ولقد وثقت الصحافة الفنية آنذاك لزيارته لضريح عبد الناصر حيث وضع إكليلاً من الزهور وقبَّل القبر وبكى طويلاً على شاهدِ عبد الناصر .
ولأن الوفاء يعرف بعد غياب الحبيب لا في حضوره، كان فريد الأطرش أول من رثى عبد الناصر على الإطلاق بوطنية حسين السيد الشهيرة ويقول فيها :
حبيبنا.. يا ناصر
يا أعز الحبايب
بطل وأنت حاضر
بطل وأنت غايب
زعيمنا يا ناصر يا أغلى الرجال
يا فاتح طريق مجدنا يا جمال..


جلسة تجمع بين 

عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش




www.7alim84.blogspot.com


ليست هناك تعليقات