ads

أخبار الموقع

محطات في حياة العندليب (أسمر يسمراني واشياء اخرى)..

محطات في حياة العندليب (أسمر يسمراني واشياء اخرى).. 





بقلم الأستاذ توفيق قاسم العقابي

 اعداد رضا المحمدي


كلاكيت تالت مرة أيام قلائل ونودع عاماً مضى من العمر في حب العندليب..

 ويسعدني أن أودع عام 2022 معكم بحلقة من محطات العندليب (كاملة الدسم).. 

مع خالص حبي وامنياتي القلبية لكل حبايبنا في الرابطة

 أن يكون العام الجديد 2023 عام خير وبركة وسعادة وعافية... 

وتحقيق كل الأماني...

 1- كثيراً ما اقرأ وأسمع ومنذ زمن طويل أن أغنية (أسمر يسمراني)






 التي قدمت في فيلم الوسادة الخالية هي بالأساس أغنية الكروان فائزة أحمد... 

و ربما يجهل الكثيرون أن حليم كان قد غناها وطبعت على اسطوانات

 ونزلت للأسواق قبل تقديم فيلم الوسادة الخالية باكثر من ستة اشهر 

وكانت الأغنية معروفة ومسموعة بصوت حليم 

حتى أن شركة كايروفون طبعتها على أسطوانات ونزلت للأسواق في أبريل 1957... 

لكن أحداث الفيلم تتطلب أن تغني (مطربة في ملهى) هذه الأغنية.. 

ولهذا فأن حليم طلب أولاً من المطربة أحلام أن تغني وتسجل أغنيته المعروفة

 (أسمر يسمراني) بصوتها في الفيلم ولكنها رفضت تسجيلها 

وعندما سئلت عن سبب الرفض قالت

 (دي الغنوة الوحيدة اللي غناها حليم ودمها تقيل على قلبي)

 وهذا الخبر نشر في عدد جريدة الأهرام الصادر في 19 يونيو 1957...

 وبعد هذا التأريخ تم مفاتحة فائزة أحمد لتغنيها...

 علماً أن الفيلم تم عرضه في السينما لأول مرة في 7 أكتوبر 1957... 

وبدء تصوير المشاهد الأولى من الفيلم في منتصف مايو 1957.. 

الجدير بالذكر ان الأذاعة كانت قد أجازت ثلاث أغنيات من الفيلم ورفضت أثنتان..

 والأغاني التي أجيزت كانت (في يوم من الأيام وتخونوه ومشغول) 

ورفضت (اسمر يسمراني بصوت فائزة أحمد واول مرة تحب يقلبي)

 وهذا الخبر نشر في عدد جريدة الأهرام الصادر في 14 سبتمبر 1957... 

ومن الطريف في الأمر انه عندما كتب الشاعر اسماعيل الحبروك

 الأغنية لعبد الحليم كتبها عن سمراء لم يفز حتى بمصافحتها

 ولو من أطراف أصابعها وكان أن آراق هذه العاطفة الحبيسة فوق الورق

 ليلحنها كمال الطويل وليشدو بها العندليب...

 ولنستمتع بها... 2- الصدمة.. الزنزانة.. الأسمنت.. قفص من الأسمنت.. الأشباح..

 المآساة.. القلق... كثير من القلق... ماذا جرى...؟؟؟

 الوحدة... الضياع... القضبان... الحياة داخل القضبان...


 العذاب... حينما يكون الآلم ضخماً.. والنفوس صغيرة.. والعقول صغيرة.. 

والمعارك صغيرة.. تصبح المشكلة هي ماذا جرى؟؟؟ 

حينما يكون الأنسان فقيراً..ووحيداً.. وصغيراً.. وعارياً.. وصادقاً.. وخائفاً.. وسجيناً...

 تصبح المشكلة هي ماذا جرى؟؟؟؟ 

حينما تكون الحقيقة تائهة... وكسيحة... وضائعة... وكريهة... وصامته... 

حينما يكون القانون زائفاً... وحزيناً... ومزدوجاً... ومتنكراً... ومريضاً... ومدفوناً....

 تصبح المشكلة هي ماذا جرى؟؟؟؟ ماذا جرى ياسيدي... للدنيا؟؟؟؟

 هذا جزء من حوار داخلي أداه حليم

 في أحدى حلقات مسلسل (أرجوك لا.. لا تفهني بسرعة)

 عن قصة كتبها الأديب محمود عوض..

 النقاد كانوا قد أعتبروا (حين أذاعة المسلسل لأول مرة)

 أن هذه الحلقة وهذا الحوار بالذات هي أروع تسجيلات حليم الصوتية على الأطلاق..

 لأنه وضع فيها كمية من الأحساس والأنفعال غير طبيعية... 

 القصة تقدم الى المستمع (شلة)

 من الطلبة تربطهم في دراستهم الجامعية أحلام مبكرة

 بعضهم حققها بالهجرة (مثل سمير صبري) وبعضهم بالتنازل عنها (مثل عادل أمام)

 ولكن عبد الحليم كان هو الوحيد الذي آمن بها وكان شعار حليم (سامي) 

في القصة هو: (أن قيمة الأنسان هي أن يسعى نحو حلم مستحيل.. 

ويحارب خصماً لايقهر.. ويتحمل حزناً لايطاق.. ويجري الى حيث لا يجرؤ الشجاع..

 ويصحح الخطأ الذي لايمكن تصحيحه) 

ولكن عبد الحليم يفاجأ عقب تخرجه من الجامعة بأن المجتمع الحقيقي 

هو شيء اخر غير ماحلم به.. وأن هناك خيوطاً غامضة

 تمسك بكل شيء وتسيطر على كل شيء (هي التي سميت فيما بعد بمراكز القوى)...

 ويتورط في علاقة مع سيدة أعمال ناجحة (ماجدة الخطيب) 

ثم تاتي بعد ذلك الصدمة الكبرى حينما يسجن بتهمة سياسية... ظلماً وبغير ذنب.. 

لأنه يجب أن يشهد زوراً ضد استاذه.. 

في الزنزانة يكتشف عبد الحليم أن الأنسان عندما يحرم من الأمن يفقد كل شيء...

 ويحدث له أي شيء.. 


وأستطاع حليم في هذه الحلقة بالذات أن يبكي فيها الملايين عندما أذيعت للمرة الأولى...

 القصة هي رؤية مبكرة لأزمة الجيل الجديد (حينها) 

في مصر وتصوير درامي لقضية الشباب العربي.. 

وقدمت العلاج بصدق.. والحوار فيها كان جريئاً جداً.... 

يذكر أن المسلسل اذيع لأول مرة في رمضان 1973 وقدمت منه 10 حلقات 

فقط ثم توقف بسبب حرب اكتوبر المجيدة ثم قدم مرة ثانية في 1 يونيو 1974

 من أذاعة الشرق الأوسط. 

3- من الأمور التي كان يحرص عليها حليم أشد الحرص هي كتابة يومياته...

 فهو كان حريص على كتابة مذكراته اليوميه (منذ ولوجه عالم الفن والغناء)

 في أي مكان يكون فيه حتى في سفرياته (وما أكثرها)

 ولكن للأسف الشديد أختفت هذه المذكرات الشخصية (اليوميات)

بعد رحيله مباشرة وهذا ما أكده سكرتيره الشخصي الأستاذ عباس حسين

 حينما أجرت مجلة الكواكب لقاءاً معه في ذكرى رحيل حليم السادسة عشر عام 1992..

 (بالتأكيد الخبر اليقين عند محمد شبانة الأبن!!!!!) 

4- في عام 1961 أنقطع حليم عن جمهوره ومحبيه لفترة أمتدت اكثر من خمسة اشهر

 بسبب تدهور الحالة الصحية للعندليب..

 ولم يحيي اي حفل في تلك الفترة..

 لذا عمدت مؤسسة عرابي (متعهد حفلات العندليب آنذاك)

 الى أجراء أستفتاء (أستطلاع رأي) للجمهور نشر في جريدة الأهرام

 ويحوي عدة اسئلة:- أ‌- أي تأريخ تفضله لأقامة حفلة حليم الأولى بعد الشفاء؟؟؟ 

ب‌- هل ترغب أن تكون الحفلة في القاهرة أو الأسكندرية؟؟؟ 

ت‌- أي نجوم تفضل أن يشاركوا مع حليم في الحفلة؟؟ 

ث‌- ماهي أغنيتك المفضلة؟؟

 ج‌- هل تفضل أن تستمع الى أغنية جديدة؟؟؟ 

 نشر الأستفتاء يوم 5 اغسطس 1961 ولمدة خمسة أيام...

 وخصصت جائزة للفائز يقدمها حليم له في الحفلة...

 وكانت نتيجة الأستفتاء التي ظهرت في 13 أغسطس

 أن الحفلة ستقام في دار سينما ريفولي يوم 7 سبتمبر.. 

وطلب الجمهور أن يشترك مع حليم الفنانين صباح وفائزة أحمد وشريفة فاضل 

ومها صبري ونجوى فؤاد ومحمد الكحلاوي وجواهر ومحمد جمال 

وطروب ولبلبة وأحمد غانم والدكتور شديد وأحمد الحداد... 

 وفعلاً أقيمت الحفلة بسينما ريفولي يوم 7 سبتمبر

 وغنى فيها حليم أغنيته الجديدة (قولي حاجة) 

لأول مرة على المسرح، ونقلت الحفلة على الهواء مباشرة أذاعة صوت العرب

 والتلفزيون العربي..

 وكانت الفائزة السيدة مريم عبد الله وقدم لها حليم الجائزة في الحفلة...

 5- في 10 يناير 1975 نشرت جريدة الأهرام 

خبر قرب سفر عبد الحليم حافظ مع الفرقة الماسية على طائرة خاصة الى استراليا

 لأحياء أكبر حفل ساهر يقيمه المغتربون العرب بمدينة سيدني.

. الحفل يعد له المغتربون بعد أكثر من ستة اشهر ومدته ليلة واحدة فقط

 يقام على خشبة أكبر مسارح سيدني (شو جراند) والذي يسع لخمسة الآف متفرج...

 ولكن رفض الأطباء السماح لحليم السفر الى أستراليا لسوء حالته الصحية

 قاسم العقابي بغداد العروبة 29 ديسمبر 2022


ليست هناك تعليقات