ads

أخبار الموقع

كتاب أسرار حياتي بقلم عبد الحليم حافظ كاملا - الحلقة الرابعة

 

نقدم لمتابعي موقع عش الأسطورة

كتاب أسرار حياتي

طبعة أصلية على حلقات


سنعمل باذن الله

على تقديم الحلقات مكتوبة وفي أسفل المقال تجدون الصفحات الأصلية مطبوعة 

قابلة للتحميل


كما انتهزها فرصة لتقديم شكري الخالص الى أستاذي الغالي

الذي اهداني هذا الكتاب الأستاذ أحمد من الدار البيضاء


كتاب أسرار حياتي 

الفصل الثاني

أنا مفصول اذن أنا حر جدا


الحلقة الرابعة

بعد أن خرجت من وزارة المعارف عرفت ان معی قرار الفصل
من وظيفة مدرس موسیقی ، ولم افكر الا في أنني حر ۹۰
طليق ۰ نظرت خلفي في الشارع
كان الشارع هادنا
قفزت على قدم واحدة وه وجهت جدا في الي
طوبة في الطريق قذفتها بعيدا * و أوجعتنى الطوية قليلا
سألت نفسي هل أكره هذا الرجل الذي تعامل بالقانون معي؟
هل تكفي النقود التي في جيبي الى اخر الشده
لا يهم لا أعرف ۰۰
ولابد ألا يعرف أحد من أسرتي ۰۹ لو
تعرفت علية ستغضب ولا أحب أن أغضبها و لابد أن أحصل
على عمل من أي نوع 4
في اللحظة التي أصاب فيها بالقلق لابد أن التقي بكمال الطويل
والطريق من وزارة المعارف الى الاذاعة ليس طويالا . كمال يعمل في
ساعة من السير على الاقدام سأجد كمال أمامي - أمامي
الترام في شارع القصر العيني " طوال عمري أكره الترام
وأفرح عندما
ينزعون قضبانه من أي طريق : يخيل الي انهم يطردون وحشا شريرة اسمه
الضجيج . قد يكون سبب كراهيتي للترام أنه محبوس بین القضبان وله
الاذاعة بعد ربع ساعة
لماذا اذهب الى الاذاعة
أذهب الى الاذاعة ؟
لماذا لا أذهب إلى السيدة زينب في بركة الفيل : شارع سلامة حجازی
جنت الى ذلك الشارع وعمری ۱۱ سنة كنت قادما من الزقازيق وفي
النبي علية بنت الجيران لم يكن الحب قويا بيننا
لكن كانت هناك بدايته
انه يلوح الآن في خيالي كلون السماء ، كنت أحيانا أنظر الى السحاب
فأرى في ملامح بسحابة ما ملامح علية
جنت الى ذلك الشارع
سلامة حجازى وكان أخي اسماعيل يسكن في هذا الشارع
حجرة أمامها حوش وبجانبها جيران وعندما دخلت هذا البيت لاول مرة
كنت أملك شي هادة قد الدنيا
الابتدائية . كنت حائرا بين طفولتي في
القرية وبداية الشباب في القاهرة
في الطفولة رأيت اطفالا لهم اباء وانا لم يكن لي أب أو أم وكثيرا
ما كنت اكره الاطفال عندما اسمع واحدا منهم يحكي عن بابا وماما
و انقجر بدموع الغيظ طفل في المدرسة يقول أن أمه قالت له لا تأكل من
احمد بائع الحلوى الواقف أمام المدرسة وسأشتري لك حلاوة من
مصر من مولد السيدة ولم تكن الحلاوة هي المهمة ولكن حكاياته عن
كانت كثيرة + اشتروا له بنطلونا طويلا انه أول طفل في مدرستنسا
لا يأتي بالبنطلون القصير أمه تنبهت الى انه يجب ان يكون مميزا عنا
والده يعطيه كل يوم قرش صاغ كاملا كمصروف يد وانا لا شيء لا اطلب
من أحد . الحياة في بيت خالي هي الحياة الخجل والأدب الحنان
موجود لكن لم يفارقني في هذا العمر الإحساس بأنني من « الضيوف
الضيف يجب ان يكون مؤدیا وعندما كان خالي يناولني معروف يدي
كنت أقول لا وكان منظر القرش في يده ليس هو منظر القرش العادي
كان القرش يحمل صورا كثيرة . استطيع ان اقف به عند عم احمد بائع
الحلاوة لاشتري حلوى أو شيكولاته أو مسطرة خشب جديدة
أو هارمونیکا أو أذهب به إلى المراجيح أو اشتری به کراسة مربعات العب
فيها بالقلم الملون كتلاميذ المدارس الكبيرة القرش يتسع لكل ذلك ورغم
ذلك أنا لا آخذه من يد خالي لأني من » الضيوف
يكونوا مؤدبين على مائدة الطعام ايضا انا من الضيوف الكل يكرمنی
زوجة خالي تقدم لي كل ما عندها لاني « يتيم » و « ضيف ، والكلمتان
تجعلان طعم الطعام مختلفا . انه ليس طعاما
أنه ممزوج دائما
بشيء أخر
مشاعر آخری مضافة الى الطعام -
ووجودي في الزقازيق ايضا هو وجود الضيف : کنت ( اتشاقي ) بعيدا عن
عيون خالی
وكنت اذهب كل صباح الى المدرسة وانا احس انني لابد ان
أرحل يوما ما بعيدا عن هذا البيت الى بيت أخر اتخيل البيت الاخر بجانب
السحابة الحلوة ومعی
علية
حبیبی
وفي المدرسة كنت أعرف أنه ليس امامي طريق للتخلص من كل شيء
الا بأن أذاكر وان انفجر بدموع الغيظ من حكايات الأولاد عن بابا وماما
وكنت أتفوق على الأولاد في التمثيل والموسيقى : وكان مدرس الموسيقى في
المدرسم ة هو محمود افندی حنفي انه الوحيد في هذه المدينة الذي يدرس
الموسيقى وكان يقول عني انني موهوب لاني اغنى وأمثل واعزف على
البيانو وكان محمود افندی صدیقی ، لأنه ايضا يدرس الموسيقى في
وكان يختلف تماما عن ضابط المدرسة الذي يرتدي الجاكت
الكحلى والبنطلون الرمادي ويمسك بالخرزانة ويراقب الحضور والانصراف
وعرفت بعد ذلك أنه كان يفرح جدا بكلمة حضرة الضابط لانه في الاصل
كان جاویشا معلما هذا إل « حضرة الضابط ، لدرجة اني أنسى اسمه الآن
وكان الملجأ على حرف الزقازيق . كأنه مینی مطرود من الحياة أو أنه مبنی
للضيوف وكان الأطفال في هذا المبنى طيبين - الايتام دائما في وجوههم
مسبحة الطيبة والخوف : واذا بدأ أحدهم بالشر فلانه يتوقع أن يكون
الشخص الذي أمامه شريرا أنا أعرف معنى اليتم لأني عشت هذا
الاحساس
الدرجة انني سالت يوما أحد الأصدقاء بعد وفاة والدته ووالده
بماذا تشعر ؟
قال : أحس أنني فقدت جدارا يسند ظهري وأحس اني فقدت في أمي
ساس ، بالبيت هكذا وجدت في كلمات الصديق الوصف الحقيقي
ما عشته منذ أن ولدت وليس هناك جدار پسند ظهري وليس لي بيت
وفي الملجا كنت استريح من حياة الضيوف انهم مثلي لا أب لهم
ولا أم ولا أدري لماذا يقسو الناس عليهم ، والمشرفون على دور الأيتام
كانوا في تلك الأيام قساة
أرى في الشفقة قسوة واري في وضع « الضيف ، مسالة غير طبيعية .
والأيتام اطفال للفرجة : ولو جاء رجل كبير المقام فهم الذين يعزفون له
الموسيقى وهم الذين يمرون في ليالي المواسم والأعياد في الشوارع ليراهم
. لقد جرحني مرة الى حد البكاء ما قالته سيدة لابنها : ان لم تسمع
عك في الملجا وتمشي تزمر معاهم ويتفرج عليك الناس
بكيت
لان اليتم عيب ، عار خجل وضع الطفل دائما في موضع الضيف
الثقيل الذي يتحمله الآخرون من أجل دخول الجنة - بكيت وجريت الي منزل
منزل خالي يضعنی امام معنی ة اليتم والحنان هناك أكث
اللازم . خالى يربت على كتفي لأني يتيم . حنان زائد لى وقسوة
زائدة على اصدقائي الأيتام في الملجة الحنان الزائد يساوي القسوة
لاحظت اختى علية انتي ابكي احيانا في صمت احتضنتني فررت من
احضانها وقلت « اية ما انا يتيم برضه » ولعنت امامها أو الموت
وقلت انني اكره الاباء الذين يموتون
وقالت لي عيب وضحكت ضحكاتها كانت حزينة .. نحن في بيت
خالی
ويجب أن يكون لنا بيت وظلت علية تحكي لي انني شاطر في
المدرسة وان ابن الجيران اعطاه ابوه علقة لأن شهادة الفترة كان بها كحك
احمر حول العربي والحساب . وقال الرجل لابنه اش
معنی عبد الحليم
بين اكر لوحده » وكنت بالفعل وحيدا وفي الوحدة كنت أجد الحزن
وكنت اتأمل كل ما في حياتي سألت نفسي لم اكره أحدا لان له أبا أو أما
ان الاب عندما يموت لا يموت بمحض ارادته أنه يموت رغم انفه والام
عندما تموت تكون حزينة جدا لأنها لا تعرف من سيرعى أبناءها ، أن
الإصرار على الحياة موجود عند كل أب وكل أم. لكن قوانين الدنيا هكذا
تولد ونحن لا نعرفا ونموت دون أن نعرف اندهش كثيرا الان عندما
اتذكر كل هذا القدر من التفكير









www.7alim84.blogspot.com



ليست هناك تعليقات